[align=center]الأمطار والشتاء عاملا الجذب الرئيسيين للمخيمات
مليار ريال حجم التعامل في سوق مستلزمات الرحلات في المملكة
- عبد الله عبد الغني من جدة - 13/12/1427هـ
كشف محمد عثمان الحسين المدير الإداري لمؤسسة زيد الحسين للتجارة والتعهدات والخبير في قطاع مستلزمات الرحلات والصيد، عن أن موسم الشتاء والربيع يعدان الموسمين الأفضل للإقبال على الرحلات والصيد في المملكة، وخصوصا في هذه الأيام التي تتزامن مع إجازة عيد الأضحى مع العطلة المدرسية في موسم الشتاء مما رفع حجم الإقبال على الرحلات.
وقد حظي هذا العام بهطول أمطار " الوسمي" في فترة مبكرة من شهر11 الميلادي، الذي لم تتمتع به المملكة في الأعوام الماضية، وكان لهذه الأمطار دور كبير في استقطاب محبي الكما " الفقع"، للبحث عنه في موسم الربيع والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والأجواء المعتدلة، ويظن البعض أن الأجواء الباردة والأمطار قد يحدان من التخييم في البراري، بل إن هواة التخييم في البر يسعون إلى الاستمتاع برؤية السيول، وتكون البحيرات التي يخيمون على ضفافها واستمتاعهم بمكافحة البرد بإشعال النيران والتجمع حولها في أجواء جميلة، من إعداد أصناف الطعام المرتبطة بفصول الشتاء، إضافة إلى تجهيز الذبائح التي يتفنن الشبان في تجربة إعدادها وتجهيز الأدوات الخاصة بها، ناهيك عن ممارسة الرياضة والاستمتاع باكتشاف البيئة، التي يخيم فيها الهواة وبعض أنواع الصيد في الأماكن المحددة من هيئة حماية الحياة الفطرية.
ولفت الحسين إلى أن سوق تجهيزات مستلزمات الصيد والخيام ومعدات الرحلات سوق كبير وواسع في المملكة يتضمن عدة مستلزمات متنوعة ومتشعبة من الخيام ومولدات الكهرباء والمعدات الإلكترونية والحطب ومعدات الصيد البحري والبري وغيرها الكثير، الذي لا يمكن حصره والتي يقدر حجم التعامل بها على مدار العام بما يقارب مليار ريال، أما في موسم الشتاء والربيع فإنه يعد الموسم الأضخم الذي يستقطب حجم التعامل بالتجهيزات ما يتجاوز 500 مليون ريال.
موضحا أن المملكة قارة غنية بتنوع الأجواء بين بارد ومعتدل وحار في المناطق الصحراوية والجبلية، مما جعلها وجهة للعديد من هواة الرحلات من الداخل والدول المجاورة وخصوصا من الكويت وقطر، الذين تشكل مشترياتهم ما نسبته 50 في المائة من حجم مبيعاتنا من أدوات الصيد والرحلات، نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة ببلدانهم، إضافة إلى أن افتقار بلدانهم إلى المساحات الشاسعة من المراعي الخضراء التي تسمح السلطات السعودية لهم بإدخال أبلهم للرعي، إضافة إلى أن موسم الربيع في منطقة حفر الباطن وما تحتويه من مناظر خلابة للنباتات بارتفاع 60 سنتمترا والتي يفضل التخييم فيها المقيمون الأجانب من الجاليات الأوروبية، الذين يحرصون على التخييم فيها في نهاية كل أسبوع.
وأشار الحسين إلى أن شريحة الشباب من 18 إلى 30 عاما تعد من أكبر الشرائح التي تنتظم في الرحلات بنسبة 70 في المائة، كمجموعات مكونة من ستة أشخاص فأكثر حاملين معهم تجهيزاتهم من معدات الرحلات من التي تمتاز بعمرها الزمني الطويل لسنوات، وأما الكماليات من الطعام والحطب فإنها محدودة الثمن تبعا لاحتياجاتهم والقدرة المادية، لافتا إلى البصمة الشبابية التي أضفوها على الرحلات من استخدام التقنية من أجهزة GBC الشهيرة، لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية بدقة متناهية، واستخدام الخيام ذات الأوزان الخفيفة وأكياس النوم بدلا من البطانيات، وتجهيز حقائب خاصة بالمعدات التي تمتاز بخفة الوزن والمساحة المحدودة داخل السيارة، وبذلك فإن وجود التجهيزات يقلل من العبء المادي في المستقبل ليصل من 50 إلى 100 ريال للفرد الواحد في اليوم وغالبا ما يكونون من طلبة المدارس، وبشكل عام فإن التكلفة متفاوتة تبعا للشريحة العمرية والمكان والتجهيزات، والمعادلة تقوم على العدد فكلما زاد العدد تقلصت المصروفات، كما أن تأمين هذه المعدات ساهم في ارتفاع نسب الرواد والاستمتاع بالطبيعة بدلا من إضاعة الوقت والمجهود في البحث عنها واستئجار سيارات الوانيت لنقلها، مما دعا العديد من محترفي الرحلات إلى تجهيز مخيمات جاهزة لأشهر طويلة في الصحراء بجميع التجهيزات من مولدات كهربائية والأطباق الهوائية وخزانات المياه في السيارات وغيرها، وتوظيف حارس لضمان قدومهم إليها في نهاية كل أسبوع.
ودعا الحسين رجال الأعمال والمستثمرين للنظر بجدية إلى هذه المشاريع المجزية في توطين صناعة الأدوات البسيطة للرحلات والتي تستورد من بلدان أوروبية ترتفع فيها الأيدي العاملة وتكلفة المواد الأولية مما يرفع الفرصة لتصنيعها بالمملكة بأسعار منافسة، كما أن الهيئة العليا للسياحة تقوم بجهود كبيرة وتسير في الطريق الصحيح إلى تنمية هذا القطاع، ونأمل منها أن تكثف الجانب الإعلامي وفتح المزيد من الأماكن الأثرية التي تشكل ثروة حقيقية في استقطاب السياحة الداخلية وللدول المجاورة.[/align]