حِينَ تَهذي الأشوَاقُ!

حِينَ تَهذي الأشوَاقُ!


(1)


حينَ تَضطربُ أبْجِدياتي


وترتعشُ أوصالُ حُروفِي علَى الْوَرقِ


فَحتماً أنا في قمةِ شَوقِي لكِ


وَحتماً أنت ِفي أَعلَى مَنصةِ البعدِ عني !


ترتقينَ أَلمِي


تنثرينَ علَى حضورِ اللوعةِ في قلبي بعضَ الشظَايا


مِنْ لَهفتي!


حِين َ تَضْطَرِبُ أَبجدِياتي


فحتماً سيزدادُ نَزيفُ بوحي


و سيهطلُ غيثُ ألَمِي


وسأبوحُ لك ِ بأنَّ :


كُل ذرة ٍفي قلبي تتوقُ لكِ


وَكُل همسة ٍ تختلجني تهتفُ باسمكِ


وَكُل مساءاتي الساكنةِ قَدْ عصفَهَا حُبُكِ


وَ لازلتُ على قارعة ِالانْتِظَارِ


لِوَصلِكِ يوماَ !


وَلا زلت ِ مُثقلة الخُطى


تَعبرينَ بلِا مُبالاةٍ رصيفَ عُمري


دُونَ أَنْ تَأخُذَكِ شَفقةً بِقلبِي !



(2 )



أَتمَنى أُمنيةً أَدفنُها فِي عَوالمي السَحيِقة


أَنْ أكسُر قيدَ الْعقل ِ


وِ أُحَرِر قلباً لطالمَا آثرَ الأسرَ


علىَ أَنْ يبوحَ بِرجاء ٍخَجُولٍ يَستوطِنُ نَبضَاتِهِ !


أتَمَنَى


أَنْ أَتخطَى عَتبِات الْزَمنِ


وَأسوَارَ قلْبِي


وَأَنْ أَقْطعَ كُلَّ مسَافاتِ الْحنيِنِ


لأراك ِ


حَقيِقةَ مُتوهِجةً تَشرقُ في سمَائِي


تَحْتَضِنُ خرِيفي البَاكي


وَوردةً ذَبلتْ عَلى شِفَاهي


أَتمَنى


أًنْ تتَعانقَ براءَةُ أَحلاَمِنا


وَ أَنْ يفيِضَ نَقاءُ الحُبِ في مقلَتينا


وَ أَنْ تتعَالى ضَحكاتُ الطهِر في قلبينا


و أن أمسكَ بيديكِ كمَا الأطفالِ


و نختبئ تحت أَهدابِ الَقمَرِ


فيتألقَ بَرِيقُ الشعُوِر فِينا


ونُقرر أَن ْ نركُضَ بِجنونٍ معا ً


بِاتجاهِ الحُب ِ!



(3 )



لأنكِ أنَا وَ أنَا أَنتِ


كًلًّ مَابي يشبهُكِ وحدكِ


وكلّ ما بكِ يَشبهنِي وحدِي


فَهلْ كُنَا في عالمِ الذّرِ سوياً ؟


نتِشابهُ في بِريقِ الشوقِ في أعيننا


نتشابهُ في اشتِعالِ الْجنونِ في شفتينا


نتشابه في فوَرانِ اللهيب ِ


في ثورةِ الْعُشقِ


في صخبِ الأماني


في تمرد ِالقيودِ


في بسمَةِ الأمل ِالظامي


نتشابهُ في كُلِّ شي


مِن ْرأسِ أمَانِينا


حتىأخْمَص أقدامِ مَآسيِنا


نتُشابهُ حتى في حرفين مِنْ أسمينا !



(4 )



أضناَني صبحٌ لا َأرَاك ِشمسَ الْفرحِ فيه ِ


أواهُ من نَهارِي المُظلمِ دونَ شُعاع ٍمِنْ


ضِياءِ عينيك ِ!


أواهُ مِنْ خيبةِ أملِي و عتمة فجري !


كيفَ لِصُبحٍ أَنْ ينبَلجَ دُونَ ترنيمتك ِ ؟!


و كيفَ ترتشفُ شفتاي قهوة ً مُرّةً


دونَ أَنْ تكُوني قُطعَةَ السُكرِ بِها ؟


وَكيفَ لأنفَاسِي أَنْ تعلِنَ يوماًجديداً


وَ تشقُ من صدرٍ محمومٍ بالشوقِ


رِحلتَها البائسةِ بينَ شهيقٍ حزينٍ وَ زفيرٍ تعيسٍ


دونَ أَنْ أَتنفَسَكِ كمَا أعتدتُ صباحَ مساء ؟!


أشْـــــــتَاقُك ِ
أشْـــــــتَاقُك ِ
أشْـــــــتَاقُك ِ
أشْـــــــتَاقُك ِ
أشْـــــــتَاقُك ِ
حَدِ اللهثةِ في أنفَاسِي !


(5 )



يلفُني صقيعُ بعُدكِ


فَليتكِ مَعِي


لتَلفيِني بِدفءِ أنفَاسكِ


و تُغلقينَ على بردِي أضلُعَك ِ!


أشتاقُكِ حد ارتعاشاتِ حروُفِي


حَد اللهفةِ


حدِ اللوعةِ


حد الشَقاءِ
حد الْهذَيانِ !
http://www.youtube.com/watch?v=27ddrSGMbN4