الخوف مميت.. والإجهاد يتلف القلب

[ماطر السويدي]

الخوف مميت.. والإجهاد يتلف القلب


المحرر الصحي

للإجابة عن هذا السؤال يطرح الدكتور جون بول بونور المتخصص في أمراض القلب وعضو الأكاديمية الفرنسية للطب السؤال التالي: هل يمكن أن نموت من الخوف لدى تعرضنا إلى اعتداء أو حادث او كارثة طبيعية أو من حزن على وفاة قريب لنا؟
يؤكد العديد من الملاحظات هذا، مثلما أكد العلم أن للإجهاد، أحد ابرز أمراض العصر، تأثيرا على حالتنا العصبية وصحتنا عامة وعلى صحة القلب والشرايين خاصة.


يشير الدكتور بونور إلى أن الظروف الاجتماعية والصدمات النفسية والعاطفية التي نتعرض لها تثير النظام العصبي الودي وتؤدي إلى زيادة الإفرازات الهرمونية وتضعف قدراتنا الدفاعية والمناعية.
يؤدي الإجهاد إلى إفراز هرمونات تزيد من سرعة نبضات القلب ونشاطه، كما ترفع الضغط الدموي مما يسبب اضطرابات في عملية تجلط الدم، ما من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بجلطات دماغية حادة أو انسداد في أوردة القلب.
ويقول الدكتور بونور إن مخاطر وتبعات الحياة اليومية الصعبة والمشاكل العائلية والقيود الاجتماعية والمهنية هي اجهاد دائم، يسهل الإصابة بارتفاع الضغط الدموي وتصلب الشرايين وعدد آخر من التعقيدات القلبية.
وتشكل القيود التي تفرض في العمل بدافع تحقيق مردودية أكبر بالإضافة إلى الإرهاق والملل من جو العمل والخوف من التسريح، تشكل أهم أسباب التغيب عن العمل وحوادث العمل وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وارتفاع نسب الإصابة بالاضطرابات النفسية وأمراض القلب والشرايين، لكن آثار ونتائج الإجهاد تختلف بحسب الفترة التي يستغرقها ومدى تكرره وشدته وطبيعة شخصية الفرد، ذلك ان الاجهاد هو أحد العوامل التي تؤدي إلى اضطراب وظيفة القلب وإلى انسداد الأوردة والموت المفاجئ.
لقد لاحظ الأطباء بأن ثلث المرضى الأميركيين الذين يحملون أجهزة لتحليل مخططات القلب، وكانوا شهود عيان في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يعانون، بين الفترة والأخرى، من عدم انتظام خطير لنبضات القلب مما يجعلهم في حاجة إلى صدمة كهربائية، كما أثبتت تحاليل مخططات القلب التي أجريت على مرضى يرقدون في المستشفيات الدور السلبي للغضب والعواطف القوية، فيما بينت مراقبة المرضى المصابين بتصلب الشرايين أن القلق وراء الإصابة بالذبحة الصدرية وضعف عضلات القلب وانسداد الشرايين. وللمنافسات الرياضية أخطار أيضاً على قلوب المتابعين لها والشغوفين بفعالياتها خصوصاً بطولات كرة القدم والريجبي.
ولمواجهة كل هذه المشاكل الصحية، ينصح الدكتور بونور بالوقاية من الاجهاد اليومي وبتنظيم الحياة المهنية وممارسة اليوغا لانها تساعد على الارتخاء والتقليل من الضغط اليومي والقلق.

ونحن المسلمون الأيمان بالله والصلاة تريح قلوبنا الحمد لله رب العالمين