فلنعشق التحدي2 " موقف مع معيدين "

بسم الله الرحمن الرحيم

........فلنعشق التحدي 2 " موقف مع معيدين " ..........


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
واسمحوا لي ومع إطلالة عام جديد إن شاء الله تعالى ( 1432 هـ ) أن أعطي هذه النماذج لشحذ الهمم ورفع رايات التحدي وهي تجربة تربوية شخصية وتحدي عشته مع إخوة وزملاء أفاضل من واقعنا وبيئتنا وإن كانت قديمة نوعاً ما ولكنها تبقى من مجتمعنا ،... فمع هذه القصة وهذا التحدي :

سألت أحد الطلاب المعيدين في الصف الثاني متوسط ذات يوم :
لماذا لا تشارك بالإجابة ، وأنا على يقين بأنك تعرف الحل ؟
فأجابني وبلا تردد :
أستاذي الفاضل عندما أذكر الإجابة الصحيحة يقولون : هذا الطالب معيييييييييييد .
وعندما أخطئ في الإجابة يقولون : معيد وبليد !! ثم يضحكون .

فأخذت على نفسي عهداً بأن أسعى وأجتهد لحل هذه المشكلة الكبيرة جداً من وجهة نظري " لأن هذا حال معظم المعيدين المحطميييين في ذلك الوقت !! والذين سيكونون ضحية في هذه السنة أيضاً وستتأكد من ذلك عندما ترى مقاعدهم في الخلف كالمعتاد " رغم علمي بالعقبات الكبيرة التي ستواجهنا .

هذا الحل يكمن في تجميع معيدي الصف الثاني متوسط وعددهم تقريباً اثنان وثلاثون طالباً في فصل واحد خاصة وأن أعمارهم كبيرة مقارنة بأقرانهم في نفس المرحلة ( وقد تكون حالة خاصة ) .

المشكلة الصعبة تكمن في :
كيف تُــقنع إدارة المدرسة ومعلميها بهذا الحل !؟ خاصة في الفهم الغير واضح لمفهوم " الفروق الفردية "!!

فاستعنت بالله وتوكلت عليه وطرحت الفكرة على مدير المدرسة الذي أبدى ارتياحه من الفكرة مع قليل من التخوف، لذلك طلب مشورة بعض المعلمين الأكفاء من خلال اجتماع مُصغّر، فاستأذنت الحديث، وكان لي ما طلبت .
فبدأت بشرح ظروف الطلاب المعيدين ومعاناتهم .....الخ ، ثم سألت أحد المعلمين الأفاضل ( والذي له كلمة مسموعة في المدرسة وذلك لعلمه ووقاره وسِنّه ) :
أستاذي عبيد الله لو أنك ومن خلال زيارتك لابنك ذو الاثنى عشر عاماً شاهدته في فصله جالساً بقرب طالب مراهق في السادسة عشرة من عمره ، ألا تخشى عليه ؟ أو بمعنى آخر وبكل شفافية أترضاها ؟
فقال : لا .
فقلت : لنعكس الآية ، لو أنك ومن خلال زيارتك لابنك المراهق ذو السادسة عشرة عاما جالساً في فصله بين أطفال في أعمار الثانية عشرة ، ألا يحُزُّ ذلك في نفسك ؟
قال : بلى .
قلت : إذاً إليكم فكرتي ........ .
فاستحسنوها بالإجماع ، ولكن ؛ اشترطوا علي بأن أكون رائداً لهذا الفصل ، فوافقت بدون تردد .

جمعنا معيدي الصف الثاني متوسط فقط " كتجربة !!" في فصل واحد .
وبدأت بسؤال لرفع الهمم وإعلان التنافس :
فلان هل هذا أحسن منك ؟
فأجاب : طبعاً لا .
فسألت الآخر : إذاً هو أحسن منك ؟
فقال : أبداً ، أنا أحسن منه .
فأخذوا يتحدون بعضهم بعضا خاصةً وأن السن تقريباً واحد ، وأيضاً المستوى تقريباً واحد " مع وجود فروق فردية !! " .

المهمة كانت شاقة جداً سواءً لي أو لزملائي الأفاضل .
وكنت من فترةٍ لفترةٍ أخرى أعطيهم جرعات في الصبر والكفاح لرفع الهمم عن طريق قصص واقعية ليصدقوها فيتأثروا بها .

في منتصف العام وبعد نتائج الفصل الأول أظهرت لهم العشر الأوائل على الفصل وأعلنتها لهم وللمدرسة لكي يشعروا بأن المسألة حقيقية وأن هناك فعلاً تنافس .
أهم ما في الموضوع وهو أيضاً الشاهد فيه ، وكان بقدر ما هو مضحكاً كان أيضاً مبكياً " سمّه بكاء فرح أو حزن أو كليهما " قول أحدهم :
أستاذ / حسن ، هل تعلم أنها المرّة الأولى في حياتي أكون من الخمسة الأوائل .
يا الله كم كان لهذه الكلمة من تأثير في حياتي وفي عملي " ويشهد الله بذلك " .
المشهد الثاني هي النتيجة في آخر العام عندما كانت نسبة النجاح تقريباً 90 % ، الله أكبر كيف ذلك ؟
هل هي بي أنا !؟ لا والله هي :
أولاً: هي بفضل الله وحده .
ثانياً : بجهد فريق كامل اسمه " مربون تربويون وآباء حنونون " تلذذوا بهذه المعاناة وصبروا عليها فعشقوا التحدي .
ثالثاً : هي بجهد الأبناء الذين رُفعت هممهم وتخلصوا من الإحباط فظهرت إمكاناتهم .

والمشهد الأهم من ذلك كله هو حصول أحد الطلاب في المرحلة التي بعدها " مرحلة الكفاءة " من العشرة الأوائل ومن أول سنة . تخيلوا هذا الطالب يأتيني وبكل فرحة يقول لي : أنا من العشرة الأوائل ، والأغرب من ذلك أن هذه النتيجة على مستوى المدرسة " تخيلوا ذلك " .
عفواً ، هل أنا قلت " أغرب " ؟
أعتذر عن هذه الكلمة فلا غرابة ولا مستحيل بالصبر والكفاح وقبل هذا كله وأهمه " التوكل على الله " .


مقولة أعجبتني :

" ليس كل طفل يولد غبي وإنما يولد ذكي ونحن نستغبيه " وقس عليها!!


فلنعشق التحدي1 " نجح رغم الصعوبات "

http://www.hothle.com/vb/showthread.php?t=44541
.
.