اخوتي في الله
دائما نقرأ سورة الكهف في يوم الجمعه بتشجيع من
أهلنا والمقربين لنا،ولكن مع الأسف قد يجهل البعض
الحكمة من قرآءة هذه السورة وتفسيرها ..
وكما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"..
وحتى نتعلم أكثر علينا أن نفهم محكم آيآته..
.......
سورة الكهف من السورة المكية وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي :
أهل الكهف، صاحب الجنتين، موسى والخضر وذو القرنين.
ولهذه السورة فضل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء"
وقال"صلى الله عليه وسلم من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال"
والأحاديث في فضلها كثيرة
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حفظ عشر ايات من اولها عصم من فتنة الدجال"
رواه احمد ومسلم والنسائي عن ابي الدرداء ..
وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو
أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة:
فتنة الدين
(قصة أهل الكهف)،
فتنة المال
(صاحب الجنتين)
فتنة العلم
(موسى والخضر)
وفتنة السلطة
(ذو القرنين)
.
ولهذا
قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من قرأها
عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه
سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن
الناس بها. وقد جاء في الحديث الشريف: "من خلق آدم حتى قيام
الساعة ما اخاف عليكم فتنة أشدّ من فتنة المسيح الدجال" وكان صلى الله عليه وسلم
يستعيذ في صلاته من أربع .منها فتنة المسيح الدجال.
وقصص سورة الكهف ككل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:
1. فتنة الدين:
قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا
فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.
2. فتنة المال:
قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين.
والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.
3. فتنة العلم:
قصة موسى عليه السلام مع الخضر وكان موسى ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط. .
والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.
4.فتنة السلطة:
قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها يعين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا. .
فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.
ختام السورة: العصمة من الفتن
:
آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) آية 110
فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل، والنجاة من الفتن إنتظار لقاء الله تعالى