بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
يتبادر إلى الذهن عند اطلاق كلمة "الملعونة" و "اللعنة" الطرد والإبعاد والنبذ .. وهي كلمة متأصلة في موروثنا الشرعي فهناك ؛ الشجرة الملعونة ، وهناك إبليس الذي استحق اللعنة إلى يوم الدين ، وهناك اليهود الذين لعنهم الله بما قالوا ، فهناك أفعال وأحوال تستوجب اللقب عن جدارة ، ولا شك أن هذا الكلام لا جديد فيه ؛ وتعلمونه جميعا.
الجديد في الأمر منح لقب "الملعونة" للدورات التدريبية !!!
فقد ذهبت هذا اليوم إلى إحدى الدوائر الحكومية ـ مراجعا ـ وفي غرفة تغص بالموظفين رأيت موظفا يمسك بتعميمٍ واردٍ إليه بخصوص الترشيح للدورات والبرامج التدريبية ويقول : الدورات التدريبية ملعونة ، فدهشت من هذه المقولة ، ولكنه لم يدعني أسيرا لهذه الدهشة ، فقد استطرد موضحا لزملائه سبب هذه اللعنة ؛ فقال لا فض فوه : الدورات يا إخوان ملعونة لأنها تأتي لنا بأعمال ومهام جديدة !!!
فهذا فتح جديد ، وانتقال لمعانٍ لغوية جديدة للملعونة واللعن يحسب لهذا الموظف الفذ. ويعلم الله إنني حزنت كثيرا لهذه المقولة التي هي لسان حال ومقال الكثير من الموظفين فهم يريدون التدريب لاحتساب النقاط للترقية فقط ، ولا يريدونها لتنمية المدارك والمعارف لأن تطوير الذات سيجلب عليهم الويلات ، المتمثلة في المهام والأعمال الجديدة من وجهة نظره.
وإنني لأتسأل بعد ذلك :
* ما الذي جعل التدريب محبطا من وجهة نظر الموظف ، وما الذي وأد طموحه ؟
* كيف يتطور أداء الدوائر الحكومية ونصل لطموحات الحكومة الإليكترونية وتطبيقاتها وكثير من موظفينا "مكانك راوح" ويرفضون التطوير والتغيير ؟
[line]-[/line]
تحياتي وتقديري ، أخوكم : أبو خالد (حامد السالمي).