السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرصيد العاطفي
تصورات الناس عنا نحن الذين نصنعها , فلو شاهدك شخص في السوق فعبس في وجهك ..
ثم شاهدك في البقاله .. فعبس في وجهك أيضاً ..
ثم صافته في عرس .. فشاهدك عابساً ..
لرسمت عنه صورة قاتمة في مخيلتك .. فإذا رأيت صورته أو سمعت إسمه في مكان تبادر إلى ذهنك ذاك الوجه العابس ..
وعلى النقيض :
لو لقيك شخص بابتسامة في موقف . .
ثم إبتسم في لقاء آخر .. وثالث . . .
لنطبعت في ذهنك ... عنه صورة مشرقة . .
هذا فيمكن لا يكون بينك وبينهم إلا علاقات أو لقاءات عابرة ..
أما الأشخاص الذين تلقاهم دائماً كزوجة وأولاد . . وزملاء في مكتب . . وجيران في حارة . . فإن تعاملك معهم لن يكون بنفس الأسلوب المعتاد دوماً .
لما لا ؟
لأنهم سيروننا ضاحكين لطيفين . . لكنهم بعد ذلك حتماً سيروننا غاضبين .. وتارة عابسين .. وأخرى مخاصمين . . لأننا بشر تتجدد حالاتنا بتجدد أحوالنا ..
وبالتالي :
فإن محبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان حسناتنا عندهم أو سيئاتنا . .
أو لنقل تتحدد محبتهم لنا بحسب مقدار الرصيد العاطفي الذي في حسابنا عندهم ..
فنفتح في قلب من نحب حساباً نودع فيه الحب والاحترام فيزيد الرصيد العاطفي .
فكل إبتسامه تقابله بها تزيد من رصيدك العاطفي عنده . . وكل هدية .. تزيد الرصيد
وكل ما تفعله من إيجابيات يزيد الرصيد العاطفي لديه ..
وكل إهانة تقع منك له .. أو سبة .. أو شتم .. فإنك تسحب من رصيدك العاطفي ..
وبالتالي :
إذا كان رصيدك العاطفي عنده كثيراً .. ووقعت يوماً ما في موقف أغاضه فسحبت من رصيدك العاطفي مقداراً معيناً .. فإن لن يؤثركثيراً لأن رصيدك العاطفي عنده كثير
وإذ الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع ..
واما إن لم يكن عنده رصيد عاطفي وجعلت تسحب من الرصيد وليس فيه شيء أصلاً فإن حسابك سيكون بالناقص !!
وبالتالي :
قد يقع بقلبه لك كره ..أو استثقال .. لأنك تسحب من رصيدك العاطفي ولا تودع ..
إذاً .. نحن نحتاج دائماً إلى أن نودع في قلب كل واحد نلقاه رصيداً عاطفياً .
الزوج يتحين الفرص ليودع في قلب زوجته . . ويسجل نقاطاً أكثر ..
والزوجة يلزمها ذلك أيضاً ..
الوالد يحتاج أن يودع في قلب ابناءه ..
المدرس مع طلابه .. والأخ مع أخيه .. بل حتى المدير مع من هم تحت إدارته .. يحتاج لذلك .
كما هي الحال في كوننا نطمح دائماً إلى زيادة رصيدنا من النقاط والمشاركات بأي منتدى نكون فيه .