تحريم العذاب بأشكاله وأنواعه.
نعود مع ثورة في السنة النبوية للدكتور : غازي القصيبي - رحمه الله -
النص :
عن هشام بن حكيم بن حزام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه مر بالشام على أناس من اﻷ?نباط، وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقلت : ما هذا؟ قيل: يعذبون في الخراج. وفي رواية: حبسوا في الجزية. فقال هشام: أشهد لسمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <إن اللَّه يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا> فدخل على اﻷ?مير فحدثه فأمر بهم فخلوا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
التعليق :
هناك كتاب عجيب نادر مخيف اسمه : موسوعة العذاب ، من سبعة مجلدات وضعه الباحث العراقي : عبود الشالجي رحمه الله
يروي بالتفصيل ماشهده التاريخ الإسلامي عبر عصوره من صنوف التعذيب على أيدي الحكام والسلاطين والجلاوزة وهو كتاب أنصح كل مسلم مثقف بقراءاته
لأنه سيدرك فور الإنتهاء منه السبب في أننا لا نزال أبعد ما نكون عن الحرية وعن إحترام الكرامة الإنسانية.
أنقل هنا أسماء بعض الفصول : التعذيب بالعطش ، التعذيب بالجوع ، القتل بالفصد القتل بقصف الظهر القتل ببقر البطن ، القتل بدق المسامير في الآذان ، القتل بطرح الإنسان للسباع ، القتل بتقطيع الأوصال القتل والتعذيب بالسلخ ، القتل بالنشر بالمنشار ، تعذيب المرأة بالنار ، تعذيب المرأة بالتعرض للعورة ، وأترك التفاصيل المرعبة في بطن الكتاب.
أدع التاريخخ بخيره وشره مؤقتا وأعود للحاضر لأروي قصتين حدثتا في دولتين إسلاميتين حدثت الأولى لإبن صديق من أصدقائي وحدثت الثانية لقريب من اقربائي.
كان ابن الصديق في سيارة يقودها زميل من زملاء دراستة عندما وقعت حادثة سير ، واقتيد السائق إلى أقرب مخفر للشرطة للتحقيق وجاء معه ابن الصديق للشهادة
خلال الحديث مع الضابط المناوب لاحظ جنابه أن الشاهد لا يتعامل معه بما يليق بمقامه من التفخيم والتعظيم فما كان منه إلا أن وصمه بقلة الأدب ، احتج الشاهد بادب على هذه الشتيمة وزاد الاحتجاج من غضب الضابط الذي استدعى جنديا وهمس في أذنه ، ذهب الجندي بالشاهد إلى فناء المخفر وهناك ضربه بأسلاك كهربائية غليظة حتى سال الدم من ظهره
فيما بعد حاول الشاهد المسكين أن يجد من ينصفه بلا جدوى ، رغم التقارير الطبية الموثوقة ورغم تدخل أهل الخير ورغم شهادة الشهود ، قرر مرجع الضابط أن الشكوى كيدية باطلة وطوى ملف القضية و إن كانت الندوب لا تزال حتى هذه اللحظة على الظهر الذي " عولج " بالأسلاك.
أما قصة قريبي فأخف وطأة ، افتقد صاحبنا حلية من حلي زوجتة ، وذهب يبلغ ماحدث إلى أقرب مخفر ، سأله الضابط المناوب عن الذين يعملون في منزلة فقال إن هناك عاملين بالإضافة إلى الطباخة ، ساله الضابط إن كان يتهم احدا من هؤلاء فأجاب بانه يثق بأمانتهم ، ويعتقد أن السارق جاء من خارج المنزل.
إلا أن الضابط طمأنه إلى أن سيتم العثور على الحلية بمجرد أن يبدأ في " دق الوتر " لم يفهم صاحبنا المقصود فأوضح له الضابط بأنه سيستدعي العاملين في المنزل ثم تبدأ الخيزرانة في " العزف " على أجسادهم حتى يعترفوا جميعا أو يعترف واحد منهم بالسرقة ، ذعر صاحبنا وعاد إلى منزلة يبشر زوجتة بأنها فقدت الحلية إلا أنها فازت بنجاة العاملين من " دق الوتر "
إن كان هذا مايحصل في مخفر شرطة وعلى الملأ ألا يحق لنا أن نتساءل عن المصير الذي ينتظر المعارضين السياسين في أقبية الأجهزة الأمنية ؟
نجد الجواب في موسوعة العذاب التي تتحدث عن " التغطيس في مستودعات القذر " وتضيف أنه لون من العذاب مارسه المعذبون في بعض الدول العربية في النصف الثاني من القرن العشرين.
هل نعجب والحالة هذه ، إذا كانت المواثيق الدولية التي تحرم التعذيب وتجرم ممارسية تسن من غير المسلمين وتفرض فرضا على المسلمين!
ألا نخجل ونحن نرى القيامة تقوم في الغرب عند ضبط شرطي واحد متلبسا بضرب مواطن واحد بينما يعتبر ضرب المواطنين في بلاد المسلمين عملا روتينيا يوميا يمارسه الشرطي كما يمارس بقية روتينة اليومي؟
لو كان لي من الامر شيء لوضعت في كل كلية أمنية في بلاد المسلمين مادة اسمها " أن الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا "
ولو كان لي من الأمر شيء لفرضت دراسة المادة فرضا على كل من يمتلك سلطة الامر بضرب أو حبس أو " تغطيس " !
رحمة الله عليك يا دكتور فقد مت قبل أن تقرأ خبر أب يقوم بتعذيب ابنته الصغيرة بتلقيمها الصراصير وجعلها تمسح أرض المنزل بلسانها كنوع من العقاب!
هذا وهي ابنته وفلذة كبدة ومن لحمه ودمه فماذا كنت قائل ؟؟
اسأل الله أن ينصرنا على كل ظالم وطاغية.
|