وصف الدنيا
الدنيا كأمرأه بغى لا تثبت مع زوج انما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها
فلا ترضى بالدياثه
ميزت بين جمالها وفعالها % فأذا الملاحة بالقباحة لا تفى
حلفت لنا ان لا تخون عهودنا % فكأنها حلفت لنا ان لا تفى
السير في طلبها سير في أرض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه آلامها متولدة من لذاتها واحزانها من أفراحها
مآرب كانت في الشباب لأهلها % عذاب فصارت في المشيب عذابا
طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك غير ان عين الهوى عميا
وعين الرضا عن كل عيب كليلة % كما أن عين السخط تبدى المساويا
تزخرفت الشهوات لأعين الطباع فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب ووقع تابعوها في بيداء الحسرات و باؤلئك على هدى من ربهم واؤلئك هم المفلحون وهؤلاء يقال لهم كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها أما وافيها الهوى طلبا لحياة الأبد لما استيقظوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما نهبه العدو منهم في زمن البطالة فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد وكلما أمرت لهم الحياة حلى لهم تذكر هذا يومكم الذي كنتم توعدون
وركب سروا الليل ملق رواقه % على كل مغبر المطالع قائم
حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها % فصار سراهم في طلوع العزائم
كتاب الفوائد، الجزء 1، صفحة 46.
التوقيع |
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة
فإن الشهوة
إما أن توجب ألماً وعقوبة .
وإما أن تقطع لذة أكمل منها .
وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة .
وإما أن تُذهب مالاً بقاؤه خير من ذهابه .
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة .
وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشهوة .
وإما أن تُنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة .
وإما أن تشمت عدواً وتُحزن ولياً .
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول |
|