قديم 08-31-2007, 07:51 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ غير متواجد حالياً


أي لص تتمنّى أن تكون؟!

أي لص تتمنى أن تكون ) هذا مقال كتبه الأستاذ مشعل السديري نقلته إليكم من جريدة الشرق الأوسط الأثنين 16 رجب 1428هــ أتمنى أن ينال على إعجابكم .

هناك حادثة تروى، بأنه بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، رجع مجموعة من المحاربين إلى قريتهم في فرنسا، وظفروا بعيشة هنية، ما عدا واحد منهم يُقال له: (ليو)، حيث إنه تعرض أثناء الحرب لغاز سام أثر على قواه وأنهكه إلى درجة أنه أصبح عاجزاً عن مزاولة أي عمل منتظم، فافتقر وغدا مثلما يقولون: (على الحديدة).
غير أنه كان عفيف النفس ولم يلجأ للاستجداء والشحاذة، وأخذ يكابد من أجل الحصول على قوت يومه.
واحتفاء بالمحاربين العائدين من ميادين القتال، أقام أغنى رجل في القرية واسمه (غراندان)، حفلة لهم في منزله الكبير، وكان من ضمن الحاضرين (ليو)، وأفرط الجميع في الطعام والشراب، وعرض صاحب الدعوة قطعة ذهبية أثرية على الجميع، وأخذ يعدد مزاياها بفخر أمامهم، فطفق كل رجل يتناولها من الآخر ويتفحصها، ومن شدة إفراطهم في كل شيء، أخذت القاعة تتجاوب مع أحاديثهم الصاخبة، في جو محموم وعابق بدخان السجائر.. وفي آخر الليل تذكر (غراندان) القطعة الذهبية فلم يجدها، لقد ضاعت بين الأيدي.
وضجّ الجميع مستنكرين فقدان تلك القطعة الثمينة، واقترح أحد الحاضرين أن يتفتش الجميع، فوافقوا كلهم على ذلك، غير أن (ليو) كان هو الوحيد الذي رفض أن يتفتش.
فسأله صاحب الدعوة: هل تدرك ما ينطوي عليه رفضك؟!
فأجابه: لم أسرق قطعة الذهب، ولن أسمح بأن يفتشني أحد.
وبما أن الجميع قد قلبوا جيوبهم، فقد انحصرت الشبهة في (ليو). فقرر الجميع طرده من القاعة، ومن ثم مقاطعته طيلة حياته، وفعلاً صار أبناء القرية يشيحون بوجوههم عنه كلما قابلوه، وأصبح وصمة عار متحركة، إلى درجة أنه عندما ماتت زوجته لم يعبأ أو يأت أحد لمواساته، واضطر أن يدفنها وحيداً.
وبعد بضعة أعوام قرر (غراندان) أن يبدل ويجدد أثاث منزله، فإذا بأحد العمال يعثر على قطعة الذهب مطمورة في تراب بين لوحين من أرض غرفة الطعام.
فندم على اتهامه لـ(ليو)، وأسرع إلى كوخه ليعتذر له، وسأله: إنني متعجب من موقفك، فطالما أن قطعة الذهب لم تكن في جيبك، لماذا رفضت أن تفتش؟!
فنظر إليه (ليو) الهزيل بعينين خبا نورهما وقال: لأنني يومئذ كنت لصاً، فقد مكثت أنا وأسرتي أسابيع لا نجد ما يمسك رمقنا، وكانت جيوبي أثناءها ممتلئة بالطعام الذي سرقته من على المائدة لأحمله إلى بيتي لزوجتي وأولادي الذين يتضورون جوعاً.
فهل كان (ليو) عندما سرق الطعام لصاً شريفاً؟!
وهل لو أنه سرق قطعة الذهب كان لصاً حقيراً؟!
هل اللصوصية أنواع؟! بعضها مقبول وبعضها مرفوض؟!
ولو أنهم خيّروك أيها القارئ العزيز أن تختار، فأي لص تتمنّى أن تكون؟!






رد مع اقتباس
قديم 09-01-2007, 04:08 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هشام الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أي لص تتمنّى أن تكون؟!

يا ساتر

اللهم لك الحمد عل نعمك

بصراحه قصه عجيبه

والله لا يحطنا في موقفه

ويديم علينا نعمته


يعطيك العافيه






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تتمنى ان تكون مكان هذا الرجل صـــقـــر الـــهـــذلـــي مجلس النثر والخواطر 3 12-20-2006 07:07 PM
كيف تكون الحياة جميلة؟؟ فـتى هذيل المجلس العام 3 07-11-2006 08:04 AM
حتى تكون الأفضل سمــ العز ــــو المجلس العام 8 04-07-2006 01:51 AM
هل الصراحة تكون وقاحة؟؟؟؟؟؟؟؟ رهيف الاحسااس المجلس العام 16 04-02-2006 12:32 AM
كيف تكون عضو محبوب؟ سمــ العز ــــو المجلس العام 1 02-12-2006 11:01 AM


الساعة الآن 11:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل