العودة إلى المدارس

العودة إلى المدارس

--------------------------------------------------------------------------------

يبدأ الملايين من الطلاب والطالبات بالعودة الى مدارسهم بعدما استمتعوا بإجازة صيفية طويلة يتوقع ان تكون دافعاً لهم للانطلاق في عامهم الدراسي الجديد بكل همة ونشاط ولعل من اهم الامور التي لها دورها في جذب الطلاب والطالبات الى التكيف مع المدرسة ما يتوقف على المقابلة الاولى في اول ايام العام الدراسي وأعني بذلك خلق او ايجاد بيئة تربوية ملائمة تكتنفها مشاعر الإستقبال والترحيب الحار والبشاشة والحماس للبدء بنشاط متقد وفعال. محاولة شحذ همم الطلاب والطالبات الى اهمية العلم والتعليم في اعداد مواطن صالح يقوم بدوره في المجتمع بالاضافة الى دور العلم في تحقيق الطموحات والأحلام المستقبلية للفرد ويقتنعون كذلك بأهمية المدرسة كمؤسسة تربوية يقع على عاتقها تربية وتعليم الاجيال فيقبلون على حبها وبذل الجهود المختلفة من اجل النجاح والتقدم.
من الامور المهمة ايضا ادراك المتعلمين للجهود المبذولة من جانب المجتمع في توفير كل مايجعل طريق العملية التربوية والتعليمية سهلاً وميسراً امامهم فإيجاد المعلم الكفء والمبنى المدرسي وطباعة الكتب المدرسية بأعداد كبيرة وبتكاليف باهظة وتوفرها بأيديهم جميعها جوانب على قدر كبير من الاهمية ومن ثم ينبغي ادراكها من قبل جميع الطلاب والطالبات حتى يتسنى لهم الوقوف على تلك الجهود وتقديرها واحترامها وتعلم كيفية التعامل معها والمحافظة عليها وعدم العبث بها او تدميرها.
لعل من الامور المهمة كذلك الحرص على تعريف المتعلمين بأنظمة المدرسة ولوائحها والآداب التي ينبغي عليهم الالتزام بها حفاظا على النظام والانضباط في المدرسة بالصورة المناسبة.
ظهور المعلم في اليوم الاول وقد اكتسى حلة من الحماس المتقد والنشاط الفاعل يزين ذلك ابتسامة جميلة تبدو على محياه وعليه ان يحفز طلابه على العمل الجاد والمتابعة اليومية لدروسهم، وأهمية التفاعل معهم اثناء الحصة الدراسية، وفي تصوري البسيط فان استحداث الأسبوع التمهيدي لطلاب الصف الاول الابتدائي يعد خطوة مهمة ينبغي على معلمي تلك الصفوف الاهتمام بها والتخطيط السليم لتنفيذها بالصورة التي تحقق الاهداف المرجوة منها بحيث لايمر مرور الكرام دون ثمرة يانعة يستفيد منها اولئك الطلاب الصغار وهم يضعون اولى خطواتهم على طريق العلم والمعرفة، بل إن ارتياح كثير من الطلاب في المدرسة ربما يعتمد الى حد كبير على مدى الاستفادة من ذلك الأسبوع.
ولعل من الجوانب المهمة والتي ينبغي غرسها في طلابنا وطالباتنا هو اهمية الوقت وحسن التخطيط ودقته في تحقيق النجاح والتفوق ولذا فيجب على الجميع الاهتمام بذلك منذ اللحظة الاولى لبدء العام الدراسي وعدم التباطؤ في اداء الواجبات والمهمات المناطة بهم وانجازها اولاً بأول.
ومن الجدير ذكره انه ينبغي عدم اثقال كاهل الطلاب والطالبات بمتطلبات مدرسية لا ضرورة لها في كثير من الاحيان وخصوصاً ما يتعلق بمدارس البنات وكثرة الطلبات وبمواصفات معينة، مما يثقل على الاسر التي ليس لديها القدرة على توفيرها اضافة الى الشعور النفسي السلبي الذي قد يتولد لدى بعض الطالبات غير القادرات على احضار مثل تلك المتطلبات مقارنة بزميلاتهن، لاسيما أن المدرسة ينبغي ان تسهم في غرس قيم الترشيد وعدم الاسراف والتبذير في نفوس الطلاب، اما الطلاب والطالبات في الجامعة فهم بحاجة ماسة الى معرفة لوائح وانظمة الدراسة الجامعية بشكل جيد مما يمكنهم من السير في دراستهم بشكل آمن، ويجنبهم التعثر الدراسي ومن ثم التسرب من الجامعة، وهذا يشكل في حد ذاته فاقداً تعليمياً واقتصاديا لابد من الحد منه، ولذلك يظل الاهتمام بالارشاد الاكاديمي في الجامعة من الامور المهمة التي ينبغي التركيز عليها، ولعل في تنظيم واعداد اللقاءات الارشادية للطلاب المستجدين بالجامعة عاملاً مساعداً لتعريفهم بالدراسة الجامعية ولوائحها.