(الـــــباكــــور)والمـــس بحـــة)(والمــــشعــــــ ــاب)
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتاد شعراء المحاورة على وجود بعض من الأشياء تلازمهم أثناء محاوراتهم ، فهذا شاعرٌ لا يفارق ( المشعاب ) يده ، وذاك شاعرٌ لا يفارقه ( الباكور ) ، وثالث لا يضع ( المسبحة ) من يده ، وسمعنا إنّ أحدهم قد لا يحاور إلا بعد وضع قدمه في النار ، وآخر لا يحاور إلا إذا لبس زياً معينا ولونا خاصا !!. وهلم جرا !
والحقيقة أننا نتساءل : ـ هل هذه ضرورة ملحة ؟ بمعنى أنّ الشاعر إن لم يكن معه شيء من ذلك لا يستطيع المحاورة . أم أنها أشياء نفسية فقط ؟ تعوّد عليها الشعراء وأصبحت ضرورة ؟ .
وقد اشتهر بعض الشعراء بشيء من ذلك أكثر من غيرهم ، فهذا الشاعر ( عوض الله السلمي ) اشتهر بـ ( المشعاب ) حتى أصبح لا يعرف إلا به ولا يقال إلا الشاعر ( أبو مشعاب ) .
وكثيراً جداً ما جعل الشعراء المقابلين له ( المشعاب ) هدفا لمناقشاتهم معه ، بل أصبح أحيانا معنى كاملا لمحاورات كاملة ففي إحدى محاورات هذا الشاعر مع ( محمد بن طمحي ) كان ( المشعاب ) هو بطل تلك المحاورة في أكثر من قاف .
يقول ( ابن طمحي ) : ـ
يا عوض الله جيتنا معك طرقيا جديد *** دون خندف ليتك تسلمه مشعابها
ويقول في نفس الحفلة على قاف آخر : ـ
الليل يا خندف أصحاب المشاعيب *** مشعابكم نكسره ما ترفعونه
ولكن ( عوض الله ) نفسه يهتم بمشعابه ويتحدى به خصومه كثيراًُ ، فهو يقول : ـ
احسب حسابك لا تهوّر يا بن روق ** قدام لا نعطيك مشعاب من فوق ** ونحط جار الله رسالة بصندوق
مشعابنا فيك شاهد له مضاريب *** وسليم ولد الذيابي يفرشونه
وإذا تركنا ( المشعاب ) جانباً ، فهناك ( المسبحة أو السبحة ) وهي ضرورة من ضرورات شاعر المحاورة ، فلا ترى شاعر محاورة إلا وفي يده ( مسبحة ) بل إنك إذا أردت أن تعرف الشاعر من غيره فانظر هل يمسك مسبحة أم لا .
يقول الشاعر ( عمر الخالدي ) : ـ
الليلة المعنى جبل مير الجبل ماهو صعيب *** إن كان ابن منصور ما حافظ على مسباحته
أما ( حبيب العازمي ) فيرى أن الشاعر الذي لا يجيد اللعب على بعض الطواريق فالأفضل له أن يأكل ( سبحته ) : ـ
بالله يا محمد تشد القاف لا شدك ضعيف *** الشاعر اللي ما يشد القاف ياكل سبحته
ويرى هؤلاء الشعراء أن ( المسبحة ) إذا انحلت فهذا دليل على نهاية حاملها ؛ لذلك يحرصون عليها ، ويهتمون بها ولا يعيرونها لغيرهم . يقول الشاعر ( عبد الله الأعمى ) على أحد الموالات : ـ
يا صاحباً جت به الأيام في ورطه ** وأصبح يحقق معه ضابط من الشرطه ** والسبحة اللي معه قشرا ومنفرطه
أما الباكور فلعل الشاعر ( مطلق الثبيتي ) ـ رحمه الله ـ أكثر الشعراء اهتماما به ، واصطحابا له في أغلب الحفلات التي يحييها ، وبيته الشهير مع الشاعر ( عبد الله المسعودي ) سرى مسرى الرياح : ـ
تقوله وأنت مثني في يديّه ثنية الباكور *** وأنا اللي من قديم الوقت طابخها وشاويها
نتمنى من شعراء المحاورة الأعزاء أن يفيدونا في هذا الموضوع بما لديهم ؛ لأن ( عند جهينة الخبر اليقين )
هل ( الباكور ، المسبحة ، المشعاب ) أشياء لا شعر بدونها ؟ وهل الشاعر الذي لا يستخدم هذه الأمور ينقصه مقوم كبير من مقومات الشاعرية ؟!!!!
اخوكم عاشق هذيل القارحي
|