المهنه : عامل نسب
في الحقيقة إنها ظاهرة خطيرة جدا ساعد عليها الغلاء المعيشي الذي يجتاح العالم وخسائر أسواق المال في جميع الدول فلم يجد هؤلاء المحتالون أسهل من هذه الطريقة لإطعام أسرهم ولسد إحتياجاتهم والترفيه عن أنفسهم أحيانا بالسفر للسياحة والبحث عن المخطوطات القديمة التي غالبا تحتاج إلى أموال طائلة لإستخراجها من باطن الأرض أو أعالي الجبال ... وطبعا كل ذلك يدخل ظمن تكاليف البحث العلمي المزعوم ويتحملها من أراد أن يلصق نفسه بنسب قبيلة عريقة وحتى لو لم يكن له أصل ، ويتضح هنا أخواني سوء وظلال الصنفين ( المدعي والباحث ) وكلاهما أقرب إلى النار من الجنة ولايخفى عليكم الوعيد الشديد لمن أقدم على ذلك .
ولانستغرب في المستقبل القريب حينما يظهر شخص ما جلدة بالية توحي بقدمها وقد خط عليها بحبر أسود وسكب عليها الشاي الزائد ورقه أو البيبسي وأخترع قصة لجده أشبه ماتكون بأضغاث أحلام وكيف أنه وفق في العثور عليها بين جبل كذا وكذا في القرية الفلانية ويعود تاريخها إلى آلاف السنين وهذا يعود لقدرة الباحث وسعة اطلاعة ونَفَسه في القصة ( مثل نفس الطبخ ) فمنهم من يضيف لها معركة تاريخية ودراما محزنة حصلت للجد المزعوم كالسجن أو النفي ، حتى يتعاطف الناس مع الخفيد الضال ويتسابق لتعزيته أعوان هذا الباحث وقد كساهم الحزن والبعض الآخر يتفنن ويمجّد ويبجّل وينسب الممالك وأنه حكم البلدان حقبة من الزمن وأنك يابني حفيد ملوك والمجد لايأتي هبة.. لكنه يحصل بالمناهبة.. هذا هو مبأه ، ومن هذه الأكاذيب التي غص حلقه منها التي لاتنطلي إلا على جاهل
وغالبأً هذه المخطوطات لاتأتي إلا من خارج المملكة لأن ماوراء الأكمة ماوراءها
ونحن الآن في زمن لانقول أن الظلم اعتلى ولكن أهل الحق كثير يموتون لأجله .. وأهل الباطل قليل يموتون تحت نعله .. فشتان بين ذلك وذاك
لشتان مابين اليزيدين في الندى ... يزيد ابن عمرو والأغر بن حاتم
فهم الفتى الأزدي اتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
ولايحسب التمتام أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم
فاعلموا من كان همه الدراهم دار همه ... مهما كان حتى لو كان شيخا كبيرا يدعي علم النسب وتظهر على ملامحة الصلاح ولكن الخافي أعظم ، ويقول أنا وأنا ..... يفتخر بنفسه حتى كلمة أنا تمل من فمه المعوج
وعبدا الدينار يرد النار ... ألم يعلم بأن الدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة قد ارتحلت مقبلة فليكن من أبناء الآخرة ولايكن من أبناء الدنيا فإن الدنيا عمل ولاحساب والآخرة حساب ولاعمل
يتعلقون بهذه الدنيا وقد ... طبعت على الإيراد والإصدار
دنيا وباعوا دونها العليا فيا ... بؤسا لبيع المشتري والشاري
فبلجأ إلى كل منعطفٍ خطير خطيرٌ على نفسه ، فيقول لمن أراد غزو فكره أريد الذهاب إلى البلدان لكي أكتشف ماكان قديما .. وهو في الحقيقة يذهب إلى المنتزهات ويتزلج على الثلوج ويضحك مع العلوج .. ويمازحهم بالرطانه والله يقول ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا منهم بطانة .. ألم يعلم بأن الله بقلبه عليما ؟
وليعلم هذا المرتزق في النسب أنه ماارتزق بهذه المهنة إلا أن له سوابق جعلته يتطور ويصل لهذه المهنة .
أسمائهم في رؤى التاريخ مظلمة ... كم مجرم كان في الإفساد خرّيتا
***************
|