قال المفكر الفرنسي (ديكارت) ذات زمن : أنا أفكر إذا أنا موجود ..
وهي فلسفةٌ أتت منسجمةً مع عصرٍ كان الناس فيه تواقون الى البحث العلمي بمنهجه وشروطه .
ولكي لا أبتعد عن صلب الموضوع وحديث عقلي الباطن في ساعة تأمل خجول .. أقول :
أنا أُجادل اذا أنا موجود !!!
فمع الأسف الشديد أصبح هذا حالُ الكثيرين ممن يتصدون لقضايا هامة سواء كانت سياسيه أو اجتماعيه
او اقتصاديه .. الخ .
فيكون الهدف الأسمى لديهم هو خالف تُعرف !!
بغض النظر عن حصول الفائدة من الطرح او عدمها !!
ومبدأ الجدال للجدال اصبح ديدن الكثيرين في عالم المنتديات ومايُطرح فيها من غثٍ وسمين
فالقليلون جدا تنتفي عنهم هذه الصفة , فتجدهم يناقشونك بموضوعية وتجرد من أنانية >> أنا صح !!
لستُ هنا مُنظرا يتكلم بعيدا عن واقع الحال , ولكنني اتكلم في شئ يعلمه الجميع
فكل طرحٍ جديد أو قديم نتصفحه (هنا أو في منى ) نادرا مايخرج عن هذه القاعدة
وخصوصا من صاحب الموضوع الذي قد يعتبر أن كلامه قرآنٌ منزل !!
فتجده يتلاعب بإلألفاظ ويروغ عن المفيد كما تروغ الدجاجة عن ثعلب القرية !!
فيعيد ويزيد في كلامه بدون سند واضح أو حجة دامغة !!
بينما يجدر به ( وبنا جميعا ) أن نكون حيادين في الطرح , حتى نستبصر كل رأي ونقف عند كل جزئية
فلا تضيع الطاسة بداعي الحماسة (الغير مبرره ) !!.
وقد توافقونني الرأي أن من يتخذ الجدل له دستورا يعاني من ضحالة تفكير أو ضيق افق( إن شئتم ) .
فالعقل الواعي ( الناضج ) والشخصية الواثقة -عالية الذائقة ( قولا وفعلا ) , لاينسجمان بتاتا مع
اسلوب >> ماعندكم سالفة !!
فكل محاور ناجح لابد أن يكون ( متحزما ) متمنطقا بفضائل الحوار الهادي والهادف البعيد كل البعد عن
ركاكة النقاش واسلوب (على الفراش والاّ طالق ) .
فكما أنت تعتز وتعجب برأيك فغيرك كثيرون يشاركونك هذا الاحساس المخملي .
فمن كان يعتقد أنه يعلم كل شئ ( والله اعلم ) يجب أن يبني له برجا اسمنتيا ويرتقي عليه ويأخذ له ( شوحط )
يهش به الناس من علو !!
وعودا على بدء ..
يجب أن يكون العقل هو المهيمن تفكيرا ونقاشا , فمهما بلغت فصاحة اللسان لا تُغني شيئا عند دحض الحجة
بالحجة .
فالأمور الثابتة شرعا لانقاش فيها .
وغير ذلك ناخذ ونرد , وهم رجالا ونحن رجال .. الخ
اسأل الله التوفيق للجميع
ومعذرةً فقد كتبته على عُجالة
سامحوني .
__________________